ضغط الأقران… حياتنا مش سباق
“عربية محمد الجديدة ملهاش حل! هو لحق يجيبها امتى؟ ده لسه متجوز!
أنا حاسس إني متأخر أوي، لسه مخلصتش فرش الشقة، وامتى هكون في وظيفة مستقرة تضمنلي المستوى اللي نفسي فيه؟
أنا لازم اشتغل على نفسي أكتر، أحسن مظهري عشان هو ده اللي بيمشي اليومين دول.
كريم في الشغل، كل المديرين بيحبوه، كل يوم بيكبر مع إن أنا بشتغل أكتر، هو إيه اللي ناقصني عشان ابقى زيه؟
أنا تعبت! كل ما بوصل لحاجة بتكون مش كفاية، تظهر حاجة جديدة اشتغل عليها، حاسس إني طول الوقت بجري..بنهج!
تعبت من الجري! بس لو ريحت لحظة ..اللي حواليا هيدوسوني!”
المشكلة إنك عاوز تكون شاطر في الشغل زي كريم، وتتجوز بسرعة زي محمد، وجسمك يكون رياضي زي فلان، وشخصيتك حلوة زي… و هكذا.
المشكلة دي اسمها peer pressure أو ضغط الأقران، وهي إنك بتتعرض لضغط كبير عشان تكون زي كل اللي حواليك، و النتيجة إنك أكيد مش هتقدر تحقق كل ده مش لأنك فاشل لكن لأنك بني آدم، و بالتالي هتصاب بالإحباط الكبير لأنك بتحاول كتير أوي بس مش قادر تحقق اللي نفسك فيه.
حسب الإحصائيات:
- 75% من سكان العالم حاسين بالضغط العصبي! وأكتر من نصهم، الضغط ده بيسوء مش بيتحسن.
- 77% من الناس بيحسوا إن الضغط ده بيأثر على صحتهم الجسدية
- 71% الضغط العصبي بيأثر على صحتهم النفسية
يبقى من الواضح كده، إن انت مش هتحقق اللي نفسك فيه، لأ وكمان هيجيلك ضغط!
الحل في المشكلة دي بسيط بس محتاج استمرار:
و أول خطوة إنك تقدر تميز الـ peer pressure لما تتعرضله و تقاومه، لإن استجابتك ليه بتعرضك لضغط أكبر، وتقتنع إن حياتك مناسبة ليك، تحسن منها وتشتغل على نفسك عشان انت تكون أحسن مش عشان تكون زي اللي حواليك. إنك تاخد وقتك عشان تحقق اللي نفسك فيه ده مش غلط.
وكمان تعرف إنك مش بتشوف الصورة كاملة، أكيد حياة أي حد مليانة مصاعب وتحديات لكنه بيختار إنه يعرض الجانب الحلو من حياته.
“يا سلام لو أقدر اشتري كل الـ outfits اللي بتنزلها إيمان في الستوري بتاعتها كل يوم، واعمل كل يوم look جديد و اتصور بيه، واعمل review story عن حاجات جاتلي هدايا من شركات كبيرة.
نفسي بابا يوافق أسافر مع صحابي، كل سنة بيسافروا مع بعض وأنا بقعد هنا، بابا بيقولي ما احنا بنسافر مع بعض، بس أنا مش عاوزة ده، أنا عاوزة أسافر مع صحابي واتصور زيهم، مش عاوزة حد يشوف إن بابا قديم و إن عيلتي مستواها أقل منهم”
في بداية سنة 2011 زادت نسبة البنات من سن 15 إلى 19 سنة اللي بيدخلوا المستشفى بسبب إيذائهم لنفسهم بنسبة 62%، ومن سن 10 إلى 14 سنة النسبة زادت بـ 189%.
محللين نفسيين كتير قالوا إن ده مرتبط بشكل رئيسي بانتشار السوشيال ميديا بشكل واسع جداً بين المراهقين.
السوشيال ميديا بتعرض المراهقين للـ peer pressure أو ضغط الأقران، و ده معناه إنهم بيشوفوا أصحابهم في نفس السن بيعملوا حاجات كتير زي مثلا اللبس الجديد والسفر والخروج وغيرها.. و ده بيضعهم تحت ضغط كبير جداً عشان يكونوا شبههم.
زمان كان كل الأطفال و المراهقين بيتعرضوا لنفس الضغط ده في المدرسة مثلاً من فردين أو 3 أو 10 بالكتير، لكن دلوقتي هما معرضين للضغط ده من كل اللي بيتابعهم و بيتابعوه على السوشيال ميديا فده عدد كبير جداً، لا أطفالنا ولا احنا مؤهلين للتعامل معاه، وده بيخلق ضغط رهيب عليهم فبيسبب كتير من الأفكار الإنتحارية وأفكار إيذاء النفس و الإكتئاب.
دورنا احنا كآباء و أمهات ومحاوطين ليهم، إننا أول حاجة نتفهم الضغط ده، و نقدر مشاعرهم، فكرة “إننا لما كنا في سنهم مكانش عندنا اللي عندهم، هما ليه بيطلبوا أكتر؟” فكرة مش واقعية وبتحسسهم إننا منفصلين عنهم.
تاني حاجة إننا لازم نوجههم للتعامل الصحيح مع السوشيال ميديا، ومن هم صغيرين نحددلهم وقت معين للموبايل في اليوم حسب سنهم، ونفهمهم إن اللي على السوشيال ميديا مش كله حقيقي، ومش الصورة الكاملة.
“هي ليه بصتلي كده لما قولتلها اسم مدرسة الأولاد؟ لازم يعني أقول مدرسة من المشهورين؟
ممم عاوزة أجيب لانش بوكس جديد ليونس وبفكر كمان أخليه يتدرب جيتار مع السباحة زي ابن سارة!
ازاي سالي شكلها على طول حلو، مع إن ولادها في نفس سن ولادي، الجروب بتاعها بيكبر كل يوم، كل يوم تطلع لايف بمنتجات جديدة تجربها ولبس جديد هدية من محلات كبيرة.
أنا ليه مش زيها؟ ليه على طول شكلي مبهدل و بشرتي مش صافية؟
يعني اعمل إيه؟ اهتم بالولاد ولا بنفسي ولابجوزي ولا بشغل البيت؟ ولا ارجع ادور على شغل؟
100 سكة و100 حاجة لازم اعملها.. تعبت مبقاش فيا طاقة لده كله!”
الـ peer pressure أو ضغط الأقران هو الضغط اللي بتتعرضيله لما اللي حواليكي بيلوموكي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عشان انتي مش شبههم، أو حتى لما انتي تلومي نفسك لنفس السبب، و جزء كبير منه بتتعرضيله من خلال السوشيال ميديا.
وده بيسببلك شعور مستمر بالإحباط و عدم الكفاءة أو إنك مستنفذة لأنك بتحاربي في جهات كتير مش بس بتحاولي في المشاكل اللي في حياتك، لكن كمان بتحاولي تكوني شبه ناس تانية.
حسب الإحصائيات حوالي 45% من المحتوى اللي موجود على السوشيال ميديا أصحابه بيعرضوه عشان يكون شكلهم مثالي لكن المحتوى ده لا يمثل واقع حياتهم الحقيقي!
ومن الأمثلة الشائعة: لما بتشوفي بلوجر أو انفلونسر مش بيقدم قيمة أو محتوى مفيد ومش بيتعبوا زيك ومع ذلك حياتهم أحسن، وده بيسببلك احباط كبير.
الحل للضغط ده، أول حاجة إنك تعرفيه، بمعنى لما تحسي بضغط عشان انتي مش زي فلانة، تقولي لنفسك إن ده مش واقعي، وإنك مش هتوصلي لحاجة بإنك تكوني زيها، لكن هتضيفي لحياتك صراع جديد ملهوش لازمة.
تاني حاجة إنك تعرفي إن كل واحد مميز، وإنك تمتلكي حاجات كتير في شخصيتك وحياتك مميزة وجميلة، وإن لو ركزتي في حياتك وطورتي منها بدون النظر لحياة اللي حواليكي هتكوني سعيدة و مرتاحة أكتر بكتير.
تالت حاجة – ودي الأهم – إنك تعرفي إنك أوقات بتعرّضي غيرك للضغط ده سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حاولي تشجعي وتدعمي اللي حواليكي في تجاوز مشاكلهم، ومتضيفيش ضغط جديد لحياتهم.
آخر حاجة إنك تعرفي إن كل اللي حواليكي عندهم صراعات ومشاكل والجزء اللي ظاهر ليكي مش هو كل الحكاية.